تحليل نص فلسفي: درس الميول
"
ليس الميل بالشيء الغامض: انه حركة أو توقف عن حركة في طور الولادة. انني أستخدم
كلمة "ميل" كمرادف للحاجات والشهوات والغرائز والنزعات والرغبات.
فكلمة " ميل" هي اللفظة العامة التي تتنوع في باقي العبارات والتي
تفضلها جميعا لأنها تشتمل في آن واحد على وجهتي النظر: النفسية والفيزيولوجية. جميع
الميول تفترض تشعبات عصبية حركية وتعبر عن حاجات الفرد الفيزيائية والذهنية مهما
كانت: فعمق الحياة العاطفية وجذورها تكمن فيها وليس في وعي اللذة والألم
اللذين يواكبان هذه الحاجات تبعا لاكتفائها أو لعدمه. عندما يحقق الميل غرضه يجد
في ذلك اشباعا ولذة فيطلبه من جديد لانه ملذّ... وإن ما يشكل أساس الرغبة والشهوة ليس
لأننا حكمنا ان شيئا معينا هو ملذ ، بل بالعكس من ذلك فاننا نحكم على ان الشيء ملذ
لأننا نميل إليه بحكم الشهوة والرغبة."
ريبو/ الاخلاق – (من كتاب الوافي في الفلسفة ص 33 بتصرف)
أ-اشرح الأفكار الواردة في
هذا النص مبينا الإشكالية التي يطرحها . (تسع علامات)
ب- ناقش هذا الموقف في ضوء
الآراء الأخرى حول المسألة . (سبع علامات)
ج- هل ترى ان النجاح في
الحياة العملية مشروط بوجود ميول خاصة بذلك؟ برّر رأيك . (أربع علامات)
عناصر الإجابة (مخطط مفصل ونموذج
موسع)
السؤال الأول : ( 9 علامات
)
المقدمــة : ( علامتان )
- طرح المسألة العامة:
(1) مبحث الميول التي تتالف من
مجموعة حاجات الانسان ودوافعه نالت حيزا واسعا من الدراسة والبحث في القرنين
الماضيين . وسبب اهتمام الفلاسفة وعلماء النفس بدراستها هو الغموض الذي
يلفها: طبيعتها ومصدرها ، ودورها في الحياة النفسية .
- الدخول الى الموضوع :
(0.5) وعندما نقول ان الميول تتالف من مجموعة الدوافع والحاجات فإن هذه اللفظة
تختصر مجمل الانفعالات النفسية ، وتشكل أساسا لاي تفسير للظواهر التفسية تلك .
وعادة تعرف الميول بأنها قوى نفسية كامنة توجه الكائن الحي (حيوان أو انسان
) نحو هدف معين.
- طرح المسألة وتحديد
الاطروحة (0.5) وهذا النص لريبو يطرح مسألة تحديد طبيعة الميول، فيعتبر أن الحركات
التي يقوم بها الانسان او الحيوان هي التي تولد الميول .
الإشكاليــة: ( علامتان )
العامة (0.5): ما هي طبيعة الميول؟
الخاصة (1.5): هل تتولد الميول وتتحدد حقيقة عن
الحركات الفيزيولوجية ؟ أم أنّها ناتجة عن التجربة الحسية ؟
الشــرح : ( 5 علامات
)
فكرة تمهيدية ( 0.5): يعتمد ريبو في دراسته للميول على
مبادىء الفلسفة السلوكية، وهي مذهب فلسفي يعتبر أن السلوك هو المدخل الوحيد
لدراسة الظواهر النفسية .
ومن أهم ما يشدد عليه علماء
النفس السلوكيون أنه كل ما لا يمكن مراقبته في الخارج ، موضوعيا لا يمكن اعتباره
موضوعا نفسيا قابلا للمعرفة العلمية التي تعتمد التجربة والملاحظة سبيلا للمعرفة
وموضوعيتها .
- ودراسة الأمور النفسية
تنطلق من مبدأ أن السلوك هو استجابة الإنسان أو الحيوان لمثير ما.
شرح النص (4علامات):
تحديد أفكار النص الرئيسية
(0.5) : نجد في النص ثلاثة أفكار رئيسية :
-مرادفة الميل بالحاجات
والغرائز والنزعات والرغبات والشهوات.
-وجود الميل متعلق بالخلايا
العصبية وتشعباتها الفيزيولوجية.
-الحكم على وجود ميل ما
سببه وجود الشهوة والرغبة وليس لانه ملذ بطبعه.
شرح أفكار النص(1.5):
- مرادفة الميل
بالحاجات والغرائز والنزعات والرغبات والشهوات: يؤكد ريبو على ان جميع هذه
التمظهرات النفسية يمكن اختصارها بكلمة ميل لان هذه الأخيرة تضرب جذورها في
عمق الحياة النفسية والتي هي نعكاس لانفعالات الجسد فتصبح الميول متضمنة لها
جميعا .
- وجود الميل متعلق
بالخلايا العصبية وتشعباتها الفيزيولوجية: برأي ريبو، في هذا النص ، أن
الميول هي استجابات لمؤثرات داخلية أو خارجية. وبالتالي لا يوجد ميل من دون
حركة ما. فالاليات الفيزيولوجية تنتج ردات فعل تكون بمثابة ميول
. فالميل إما أن يكون حركة وإما أن يكون إيقافًا لحركة ناشئة. فنحن نبكي لأننا
حزينون. ونضرب عندما نشعر بالغضب. ونرتجف لأننا نخاف، ويتوثب الحيوان ليصطاد
فريسته لأنه جائع، ويهرب الغزال لانه خائف من مطاردة الأسد ... وبهذا
يصبح الميل آلية فيزيولوجية ترتسم على ملامح الوجه وأطراف الجسد.
- الحكم على وجود ميل ما سببه وجود الشهوة
والرغبة وليس لانه ملذ بطبعه:
وهنا نجده يرد على كوندياك الذي
يعتبر ان التجربة هي التي تولد الميول فيقول ان الحكم باننا نميل لهذا الشيء هو
شعورنا بانه ملذ .
ولكن
يلفت النظر ريبو الى نقطة مهمة جدا هنا هي ان هذا الحكم سببه ليس لان الشيء ملذ
بطبعه انما لأنه توجد في تركيبتنا الفيزيولوجية والنفسية ما يسمى بالشهوة
والرغبة ولذلك حكمنا بانها ملذ لانه وافقهما .
- استعمال المكتسبات (2)
: وهكذا يؤكد ريبو أن
الميول هي ظواهر أولية تتأسس عليها الحياة العاطفية. ...
- والحركات المتكررة
التي تشكل عادة من العادات يمكن أن تنقلب إلى ميل. ...(محاولات المدمن على
التدخين).
الإبداع (0.5) وهي
علامة حسن الربط والشرح والامثلة (تُعطى هذه العلامة بناء على تقييم المصحح للمسابقة
ككلّ ولا تقتصر على السؤال الواردة ضمنه)
السؤال
الثاني : المناقشــة ( 7 علامات )
فكرة تمهيدية (صلة وصل)
(0.5): من المؤكد ان المظاهر السلوكية التي تبدو على الكائن : انسان أو حيوان
تظهر كثيرا من معالم الحياة النفسية لا سيما الحاجات والدوافع والغرائز بمعنى آخر
الميول ولكن بالتأكيد لا تنتجها ولهذا وجهت انتقادات كثيرة لموقف ريبو في
هذه المسألة :
نقد داخلي ( 1):
- ما تفسير الحركات التي
نفعلها اضطرارا؟
- ان تكرار الحركة لا يولد
ميلا( التلميذ)
- العادة تسهل الافعال
وتجعلها آلية..
نقد خارجيّ (عرض الموقف
الذي يتعارض مع الموضوع المطروح) (3.5 ):
- تعتمد آراء
كوندياك في هذه المسألة كما في غيرها ، على مبادىء المدرسة التجريبية، التي تعتبر أن
معارف الانسان ناتج عما يخوضه من تجارب. فعندما يولد الانسان يكون
عقله اشبه بصفحة بيضاء والتجربة هي التي تنقش على تلك الصفحة ما يتعلمه الانسان فيعرفه
.
- وهكذا ، يرى كوندياك ان
خبرات الانسان هي التي تخلق ميوله وتحددها .
- هناك إذاً إحساس باللذّة
تتبعه رغبة تكون بمثابة ميل.
فالإحساس برائحة
الوردة يولّد عندنا شعورًا بلذّةٍ حسيّةٍ يدفعنا إلى تكرار هذا الفعل، وهكذا تؤدّي
الرغبة في الإحساس برائحة الوردة من جديد إلى توليد ميل لم يكن من قبل:
التجربة تولد اللذة واللذة
تترك ذكرى والذكرى تولد الرغبة أي الميل.
التوليفة (1.5) :
ركز ريبو وكوندياك على
تحديد طبيعة الميول ومصدرها ونشاتها وصرفوا النظر عن دراسة آثارها ودورها في
الحياة النفسية. فالعبرة هي للنتائج التي تتركها تلك الميول في حياة الانسان
وإيجاد افضل السبل لأفضل استعمال لها تحقيقا لأفضل حياة يمكن أن يعيشها
الانسان . فما ينفعنا ان علمنا ان كان مصدر الميل التجربة المصحوبة باللذة
ام السلوك والحركات المتكررة ؟
الابداع : الربط والتناسق
بين الأفكار (0.5) (تُعطى هذه العلامة بناء على تقييم المصحح للمسابقة ككلّ ولا
تقتصر على السؤال الواردة ضمنه)
السؤال الثالث : الــرأي (
4 علامات )
الانطلاق من السؤال وشرحه
(1)
الدفاع عن الرأي ( 2.5 ):
- إجابة حرّة شرط
التعليل.
- نعم،يمكن ان
يشترط توفر ميل نحو مجال علمي او عملي كي نحقق النجاح : الدليل: حب الاختصاص العلمي
يجعلنا اكثر اجتهادا ونبوغا (مثلا الطالب الذي يتخصص باختصاص لا يحبه لا يمكنه أن
يحقق نجاحا باهرا في ذلك التخصص كما يحققه من يدرس ذلك التخصص ويحبه ) .
- كلا، يمكن أن
لا يشترط حب (وجود ميل ) للمجال العلمي او العملي حتى يحقق الانسان النجاح لأن
النجاح يحتاج للاجتهاد اكثر من الميول وبالتالي بإمكان احدنا ان ينجح حتى
ولو لم يكن بحب هذا الامر الدليل: يعلمنا خبراء التنمية البشرية ان للنجاح
شروط موضوعية مثل التخطيط وتوزيع الوقت والثقة بالنفس وحسن استثمار الموارد
الخ (مثلا قد ابرع بإدارة شركة في الوقت الذي لا احب فيه الانضباط والالتزام بوقت
لأداء العمل ...).
اللغة (0.5) (تُعطى هذه
العلامة بناء على تقييم المصحح للمسابقة ككلّ ولا تقتصر على السؤال الواردة ضمنه)
"غرضنا في جميع ما نستقريه ونتفحصه
استعمال العدل لا اتباع الهوى، ونتحرى في سائر ما نميزه وننقده طلب الحق لا الميل
مع الآراء" ابن الهيثم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق